الرائدة لكرة السلة

قَسَمًا بالنازلاتِ وَالمَضَاءِ وَاللّيَالي.. بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ المُفعَمَةِ بِالحَنِينِ وَالعِزَّةِ، يَصْعَدُ حَفِيظُ دِرَاجِي إِلَى عَالَمِ الأُسْطُورَاتِ، حَامِلًا مَعَهُ قِصَّةَ كِفَاحٍ تُلْهِبُ القُلُوبَ وَتُذَكِّرُنَا بِأَنَّ البُطُولَةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ لَحْظَاتٍ، بَلْ إِرَادَةٌ تَصْنَعُ المُحَالَ. حفيظدراجيقَسَمًابالنازلاتبُطولةٌتَخْطُفُالأَنْفَاس

مِنَ المَسَاجِدِ إِلَى المَلَاعِبِ.. رِحْلَةُ أَسَطُورَةٍ

وُلِدَ حَفِيظُ دِرَاجِي فِي قَلْبِ الجَزَائِرِ، حَيْثُ تَتَدَافَعُ أَحْلَامُ الصِّبْيَانِ بَيْنَ أَزِقَّةٍ ضَيّقَةٍ وَمَلَاعِبَ تُرَابِيَّةٍ. لَمْ تَكُنْ طَرِيقُهُ مُعَبَّدَةً بِالوُرُودِ، فَقَدْ نَشَأَ فِي بِيئَةٍ بَسِيطَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ حَمَلَ فِي قَلْبِهِ نَارًا لَا تَنْطَفِئُ. كَانَتِ المَسَاجِدُ مَدارِسَهُ الأُولَى، يَتَعَلَّمُ فِيهَا القُرْآنَ وَقِيَمَ الصَّبْرِ، ثُمَّ تَحَوَّلَتِ الأَرْضُ الرَّمْلِيَّةُ إِلَى مَلْعَبٍ لِأَحْلَامِهِ.

قَسَمًا بِالنَّازِلَاتِ.. وَعَزْمٌ لَا يَلِينُ

عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُ حَفِيظُ عَنِ الكُرَةِ، تَسْتَحْضِرُ كَلِمَاتُهُ رُوحَ المُقَاوَمَةِ الجَزَائِرِيَّةِ: "لَنْ أَتْرُكَ الحُلْمَ يَمُوتُ فِي صَدْرِي". لَقَدْ تَحَمَّلَ الإِصَابَاتِ وَالهَزَائِمَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعُودُ أَقْوَى كُلَّ مَرَّةٍ، مُذَكِّرًا الجَمِيعَ بِأَنَّ الفَشَلَ مَرْحَلَةٌ وَلَيْسَ نِهَايَةً. فِي أَحْلَظِ اللَّحَظَاتِ، كَانَ يَرْفَعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَيُهَمْهِمُ: "قَسَمًا بِالنَّازِلَاتِ.. سَأُبْقِي أَمِينًا لِهَذَا الحُلْمِ".

لَحَظَاتٌ تَخْطُفُ الأَنْفَاسَ

مَنْ يَنْسَى هَدَفَهُ التَّارِيخِيَّ فِي المَلْعَبِ الأَخْضَرِ؟ حَيْثُ انْطَلَقَ كَالْبَرْقِ، مُتَجَاوِزًا كُلَّ العَقَبَاتِ، لِيَرْسُمَ بِقَدَمَيْهِ لَحْظَةً تَخْطُفُ الأَنْفَاسَ. كَانَتْ هَذِهِ اللَّحْظَةُ تَجْسِيدًا لِسِنِينَ مِنَ التَّضْحِيَةِ، وَإِثْبَاتًا عَلَى أَنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِحُلْمِهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ المُعْجِزَةَ.

إِرَثٌ لَا يُمحَى

اليَوْمَ، بَعْدَ أَنْ وَضَعَ حَفِيظُ دِرَاجِي حَدًّا لِمَسِيرَتِهِ الكُرَوِيَّةِ، يَبْقَى إِرْثُهُ حَيًّا فِي قُلُوبِ مَنْ آمَنُوا بِهِ. فَقَدْ عَلَّمَنَا أَنَّ البُطُولَةَ لَيْسَتْ فَقَطْ فِي الأَهْدَافِ وَالأَلْقَابِ، بَلْ فِي القُدْرَةِ عَلَى النُّهُوضِ بَعْدَ كُلِّ سُقُوطٍ. "قَسَمًا بِالنَّازِلَاتِ" لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَاتٍ، بَلْ شِعَارٌ لِكُلِّ مَنْ يُجَاهِدُ لِتَحْقِيقِ مُسْتَحِيلِهِ.

فِي الخِتَامِ، يَبْقَى حَفِيظُ دِرَاجِي نُورًا يُضِيءُ دَرْبَ الأَحْلَامِ، وَيُذَكِّرُنَا دَائِمًا: "مَهْمَا كَانَتِ العَقَبَاتُ، فَإِنَّ الإِرَادَةَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحُولَ الحَجَرَ إِلَى ذَهَبٍ".